جدي رجل سبعيني ، عاش حياة ريفية في طفولته ، و أتى إلى المدينة منذ نهاية عهد الملك فاروق الأول ليستقر حاله في الاتجار بالمنتجات الغذائية .
المهم انه يحكي لنا قصة حدثت معه في الريف منذ زمن طويل جدا ، لعلها منذ فترة الأربعينات عندما كان حدثاً في السِن ! .
يقول لنا أن الريف بالذات و الاماكن البعيدة و القليلة السكّان كالجبال أيضا و الصحاري ، يكثر بها الظواهر الغريبة عن المدن،
و شهود العيان على هذه الاشياء كثيرون جدا ، فالجن اخباره معروفة و مشهورة عند اهل الريف .
من هذه المشاهدات الغريبة ، كان جدي يعمل في المزرعة ، و هو يعرف اهل المنطقة المجاورة جيداً ، فلاحظ شخصاً غريباً عن المكان ، و بشكل مفاجئ قد ظهر بالقرب منه ، لا يدري من اين اتى ، و قد كان كأن لباسه الأحمر و ملامح جامدة ، يمتطي حماراً و يمشي به ، فحاول جدي الاقتراب ليراه جيداً ، فنظر له الرجل ، ففزع جدي و تأكد انه من الجن ، فذهب جرياً ليخبر اهله و اتى مسرعاً ..ليختفي الرجل تماما كأن شيئا لم يكن ! .
و لو فرضنا انه كان رجلا عادياً و قد رجع بعيداً بحماره ، فالافق امام المزرعة واسع و المكان لا عَمَار فيه حتى يكشف الاشخاص البعيدون ..لكن لا جدوى لم يرى جدي هذا الرجل من بعيد تماما ! .
هناك شيء اخر حكته لنا جدتي عن جدي .. فجدي على عادته منذ سنين طويلة اعتاد على النوم في الظلام الحالك ، و يغلق الشبابيك و الابواب ، حتى زائد الهدوء القاتل ! .
و من عادة جدتي انها كانت و لا تزال تنام في غرفة اخرى ..فحاولت ذات مرة ان تنام بجوار زوجها ، لكنها لاحظت شيئا غريبا بجواره !.
فسمعت بصوت كأنه صوت امرأة تقول لها : هذا مطرحي ، قومي من هنا . لم تُعر لهذا انتباها و نامت كأنها تهيّأت شيئاً غير حقيقي .
حاولت مرة اخرى في يوم اخر النوم بجانب جدي وقد اطفأ جدي المصابيح و قبل ان يدخل لينام سبقته جدتي الى الغرفة تنتظره ، تريثت فترة وحدها فسمعت نفس صوت المرأة يقول لها : قومي من مكاني ! قومي اخرجي برا يا "فلانة" !!
بل و شعرت بيد في الظلام تزغدها (توخزها) ففزعت جدتي من هذا ، و خرجت مسرعة لتشكو ما حدث لها ، و يقول لها جدي : اكيد بيتهيأ لك ، او ان بنتك احبت ان تمزح معك ! .
فأقسمت له ان لا احد كان معها بالغرفة تماما و لم تلاحظ ان شخص قد خرج او دخل منها !! .
و منذ ذلك الحين و هي تقسم ان لا تنام معه ، بل ان لديها عقدة نفسية من الظلام الحالك ، و هي تفسر ما حدث على ان سببه الانعزال في الظلام دوماً ، مما هيأ جنيّة ان تتلبس به عند نومه !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق