يقول الأديب والفيلسوف الألماني غوته : "حيث يوجد الكثير من الضوء يكون الظل عميقاً "،
لنفرض أنك كنت جالساً أمام التلفزيون في الليل
ثم جعلتك حركة مفاجئة في الغرفة تتنبه حولك فتنظر هناك فلا تجد شيئاً ،
ثم تمر لحظات قليلة فتلمح حركة سريعة خارج زاوية عينك ومرة أخرى لا تجد شيئاً
وقد يحصل معك هذا لعدة مرات ، وفي كل مرة تحصل تستبعدها من تفكيرك ،
حسناً قد يأتي وقت وتذكر حديث أمك وتحذيرها المستمر لك
من مغبة المشاهدة الزائدة للتلفزيون التي تخرب عيونك.
لنفرض أنك كنت جالساً أمام التلفزيون في الليل
ثم جعلتك حركة مفاجئة في الغرفة تتنبه حولك فتنظر هناك فلا تجد شيئاً ،
ثم تمر لحظات قليلة فتلمح حركة سريعة خارج زاوية عينك ومرة أخرى لا تجد شيئاً
وقد يحصل معك هذا لعدة مرات ، وفي كل مرة تحصل تستبعدها من تفكيرك ،
حسناً قد يأتي وقت وتذكر حديث أمك وتحذيرها المستمر لك
من مغبة المشاهدة الزائدة للتلفزيون التي تخرب عيونك.
وتعلم في الوقت نفسه أنه ينبغي عليك الحصول على قسطك من النوم
ومع هذا تشغل تفكيرك بأمر آخر لكن سيكون آخر شيء يمكن أن يخطر على بالك
هو أنك رأيت "كائن الظل" !، لماذا ..؟ ،
لأنها اعتبرت على الأرجح أكثر "ظاهرة ما ورائية " لها صلة بعالم الخيال ،
وفي المحصلة تعتبر أغلب تلك الأمور مواجهات عابرة
ويبدو أنها تحصل فقط في مجال رؤيتنا المحيطية.
لكن الكم الكبير من التقارير عن حدوث مواجهات قوية تم جمعها من جميع أنحاء العالم
قد جعلت المحققين في الخوارق يتعجبون !
- لا شك أن " أصحاب الظلال " Shadow People
ظاهرة تصنف تحت فئة الظواهر الخارقة أو الماورائية
إذ يوصفون بأن لهم لون أسود شديد الظلمة
ويأخذ معظمهم هيئة الصور الظلية من شخصيات البشر
وفي نفس الوقت يكون من الصعب جداً ملاحظة أي ملامح لوجوههم
ويمكن أن يكون لهم هيئة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد
ويبدو معظمهم من الذكور وبقامات طويلة إلى حد ما كذلك بدا انهم يرتدون معطفاً طويلاً.
وفي عدد من الحالات التي أبلغ عنها الشهود فيما بدا لهم أنهم يرتدي قبعة عريضة الحواف
(وهذا هو السبب وراء تسمية بأصحاب الظل "رجل القبعة").
وفي قليل من الحالات قد يكون لهم شكل الأميبا (متغير الحواف)
أو حتى الأشكال الهندسية ،
وكانت هناك مشاهدات لأشكال تشبه الحيوانات كبيرة أو صغيرة.
ولا تقتصر مشاهدة أصحاب الظل في الليل أو في داخل الغرف
بل أنها قد تحدث كذلك في الخارج وفي وضح النهار ،
وفي حالات نادرة أيضاً ذكر شهود بأنهم رؤوهم بعيون حمراء متوهجة
مثل ظاهرة رجل العثة Mothman.
- ويجدر بالذكر أن " أصحاب الظلال " هي إحدى الظواهر التي يصعب تسجيلها
أو إلتقاط صور لها لأنهم يتحركون بسرعة كبيرة جداً لدى النظر إليهم ،
كما أن العديد من الناس لن يحظى بأكثر من لمحة لصاحب الظل
من خلال زاوية عينه ليكون بالتالي شاهداً على ما رآه.
من المعروف عن أصحاب الظلال أنهم يحدقون ويرون الشخص
ولدى علمهم بأنهم لوحظوا يختفون من خلال التلاشي أو المشي أو الإنسلال عبر جدار،
إذ يبدو أن قوانين الفيزياء لا تنطبق عليهم من خلال عبورهم الأجسام الصلبة
وكذلك أبلغ عدد من الناس رؤيتهم لها على الأسطح العاكسة كالمرايا.
- وفقاً لشهادات الناس يوجد أصحاب الظل في المنازل وكذلك في الغابات
وتعتبر معظم هذه الكيانات غير مؤذية على الرغم من ان بعض الشهود
قد شعر بالإختناق عند حدوث تلك الظاهرة مما يدعم نظرية الشياطين
حيث تأتي بصورة غير ودية وكأنها تضمر الشر للناس.
وقد تكون أيضاً مجرد حالة ذعر مرضي Paranoia بالنسبة لعدد من الشهود ،
ويجدر بالذكر أن العديد من الشهود يحس بمشاعر غضب وكراهية آتية من تلك الكيانات المظلمة.
فرضيات التفسير
اختلفت التفسيرات في ظاهرة أصحاب الظل فجاءت كالآتي :
1- جن وأشباح
برزت كائنات تشبه البشر في قصص الهنود الحمر كقبائل نيز بيرسي ، شيروكي ، تشوكتاو
حيث قيل أن لبعضها القدرة على تغيير شكلها .
وهناك كائنات مماثلة لها ذكرت في القرآن الكريم وهي الجن
حيث ترجع فكرة الإعتقاد بوجودها إلى ما قبل الإسلام
قادرة أيضاً على تغيير شكلها وتسكن في عالم مواز لنا.
ويعتقد بعض الناس أنهم أشباح (ارواح موتى) بينما يرى آخرون أنهم شياطين
نتيجة للأحاسيس غير المريحة التي تترافق مع رؤيتهم لها.
ويقول آخرون أنهم قد تكون كائنات روحية وجدت طريقها الى عالمنا (قدمت إلى أبعادنا)
ولديها فضول حول البشر لذلك تتخذ هيئتهم وتراقب سلوكياتهم.
للوهلة الاولى قد يعتبر أصحاب الظل أشباحاً (ارواح موتى هائمة في المكان)
لكن كلما نتعلم عنهم ندرك أنهم شيء آخر
فلو فرضنا أنهم أرواح بشر فلماذا هم إذن مهتمين بسلوك الاحياء من البشر ؟
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى : وصف الناس تلك الظلال بأنها سوداء جداً
على نحو غير عادي بينما توصف معظم الأشباح كالعادة على أنها ظلال ذات لون رمادي داكن
لكنه لم يصل إلى درجة السواد المشاهدة في أصحاب الظل.
مع هذا توجد هناك خصائص لأصحاب الظل تجعل المرء يصنفهم كأشباح
لأنها تنسل عبر الجدران وتتلاشى تماماً كما تفعل الأشباح.
وأمر آخر "شبحي" معروف عن أصحاب الظل
وهو أنهم يظهرون في الأماكن التي توصف بـ " المسكونة "
وكذلك تذكر تجارب واقعية عن رؤيتهم لها خلال الجاثوم ( شلل النوم ).
2- كائنات قادمة من أبعاد أخرى
يقول لنا العلم أن 96 بالمئة من الكون يتكون من المادة المظلمة ،
وبالتالي فإننا غير قادرين على رؤية أبعاد أخرى علاوة على أنها غير مرئية بالنسبة لنا.
يقول عالم الفيزياء ستيفن هوكينج :"قد توجد هناك مجرات الظل ،ونجوم الظل وحتى كائنات الظل."
وبعبارة أخرى ، يمكن للعوالم المأهولة كلها أن توجد معنا دون أن نشعر بها.
وقد يكون سبب ظاهرة كائن الظل ناتجة عن تداخل أو تقاطع
عالمنا المرئي مع الأبعاد الأخرى في بعض الأحيان.
3- السفر عبر الزمن
اذا سبق لك مشاهدة برامج علمية على التلفزيون
ربما تكون قد سمعت بأنه ليس هناك قانون فيزيائي
يمنع من تحقيق السفر عبر الزمن Time Travel
وبالفعل اقترح بعض المحققين في ما وراء الطبيعة أن كائنات الظل
قد تكون فعلاً زواراً عابرين من المستقبل ،
عندما يصل المسافرين في الزمن إلى وجهتهم في عالم السينما يكونون مرئيين بشكل كامل
ولكن ماذا يحصل لو أنهم لا يزالون يسافرون ولم يصلوا بعد ، هل سيظهرون لنا ككائنات ظلية ؟
4- " التفكير في الكيانات يخلقها "
يتناول Forbidden Planet " الكوكب المحرم" وهو فيلم خيال علمي sci-fi من إنتاج عام 1956
مفهوم اللاوعي الذي يجلب الحياة إلى الفكرة
ولهذا المفهوم إرتباط مع عدد من الأساطير من ثقافات مختلفة
كما كان سكان الإيغريغور Egregores كيانات نفسية خارقة
تم خلقها بواسطة الفكر الجماعي لمجموعة من الناس ،
ويقال أن المفهوم نفسه برز في الترجمات الإغريقية Septuagint
للعهد القديم من الكتاب المقدس (يزعم أن دارسين يهود ترجموا التوارة ب
ين القرن الثاني إلى الثالث قبل الميلاد وفقاً لسجل في التلمود إلى اللغة الإغريقية)،
وكتابات الروزيكروسيين Rosicrucians (مجتمع فلسفي سري أسسه كريستيان روزينكروز
في ألمانيا أواخر القرون الوسطى و يحمل عقيدة أو لاهوت
مبنية على الحقائق الباطنية للماضي القديم، الذي قيل أنه أخفي عن الرجل العادي
ويأتي بنظرة ثاقبة للطبيعة والكون المادي والعالم الروحي" ويرمز له أيضاً بصليب روزي Rosy Cross) ،
حيث يزعم البعض أن العواطف المتأججة والطاقة النفسانية السلبية
تؤدي إلى نشوء كيانات الظل لا سيما في المكان الذي وقعت فيه شيء من الصدمة.
5- مخلوقات قادمة من الفضاء الخارجي
يشعر بعض الناس أن هناك صلة ما بين بعض أنواع المخلوقات القادمة
من الفضاء الخارجي Extra-terrestrials و كائنات الظل.
حيث قيل أن المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي هم كائنات الظل
أو أنهم إسقاط تخاطري لها. ويزعم أيضاً المختطفون من قبل المخلوقات الرمادية
أن لهم قدرة غريبة على المرور عبر الجدران والأبواب المغلقة بسهولة ،
أو الظهور والإختفاء بدون سابق إنذار.
6- مسافرون في رحلة خارج الجسد Twilight Travelers
يدعي بعض الناس أن بإمكانهم ترك أجسامهم من خلال التأمل (يسمى أيضاً الإسقاط النجمي).
ونظريات أخرى تزعم أننا جميعأً نسافر خارج جسدنا عند النوم.
وأن أصحاب الظل هم مجرد صور عابرة للحالمين أو المسافرين في تلك الرحلة.
7- تفسيرات طبيعية
لنفترض بأن ظاهرة أصحاب الظل مجرد خيال أو على الأرجح خطأ في تحديد الهوية،
فالعقل البشري هو مصمم في شبكة معقدة هدفها البحث عن أنماط
ومن ثم تشكيها على النحو المنظور (مثل رؤية وجوه في الجماد و خامة الخشب أو السحب ).
- تعتبر ظاهرة "النوم اليقطة " Waking Sleep أو هيبنوغوغيا Hypnogogia
أكثر شيوعاً مما كان يعتقد سابقاً فهي حالة نصف واعية يمكن للشخص فيها
أن يفكر بوضوح ويعتقد في نفس الوقت أنه مستيقظ ، لكنه في الواقع يحلم ،
يصاحب هذا الشعور إحساساً بالفزع خاصة أن العديد من اللقاءات
التي ذكرها أصحاب التجارب تضمنت رؤيتهم لأصحاب الظل في اللحظة نفسها
التي كانوا فيها يستيقظون فربما حدثت هيبنوغوغيا للكثير منهم.
- بالإضافة الى ذلك اكتشف مؤخراً أنه يمكن للنبضات الكهرومغناطيسية
أن تتداخل مع الدماغ البشري مسببة تبدلاً في إدراك الأشياء
إذ أظهرت التجارب الحالية التي أجريت مؤخراً في جامعة لورانس Laurentian University
في كندا أن الأشخاص الذين يتعرضون غالباً إلى حقل مغناطيسي
يرون أموراً غير مرئية ليس لها وجود فعلي.
وفي وقتنا الحاضر ازدادت تلك الحقول في كل مكان حولنا
جراء ما أنتجته ثورة الإتصالات والمعلومات والأجهزة الإلكترونية الأخرى
التي نستخدمها في حياتنا وبالتالي أسهم في زيادة نسبة المشاهدات المتعلقة
بـ أصحاب الظل وغيرها من الظواهر الاخرى .
وأخيراً .... مهما كانت ماهية أصحاب الظل بحسب المعتقدات المتنوعة
إلا أنها تبقى ظاهرة حقيقية جداً لكثير من الناس والباحثين في الخوارق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق